خواص السور و الايات
سورة الفاتحة و فضائلها
سورة الفاتحة
قال
الله تعالى عن سورة الفاتحة:
﴿وَلَقَدْ
آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (الحجر:15/87
)
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سورة الفاتحة:
}والذي نَفسي بيدهِ, ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها, هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته{ (رواه الإمام أحمد).
}والذي نَفسي بيدهِ, ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها, هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته{ (رواه الإمام أحمد).
سورة
الفاتحة هي السورة الأولى في القران الكريم، وهي سورة مكية، نزلت بعد سورة المدثر
وتعدّ الخامسة في ترتيب النزول، عدد آياتها سبع آيات مع البسملة، وتقع في الجزء
الأول والحزب والربع الأول من القرآن، وذكر لفظ الجلالة فيها مرة واحدة. تسمى
السور القرآنية حسب المواضيع التي تتضمنها، ولها العديد من الأسماء، نذكر منها:
اسماء الفاتحة
- فاتحة الكتاب: سميت بذلك لأن تلاوة القرآن تُفتتح بها.
- أم القرآن: لأنها تتقدم على جميع السور، وتسمى أيضًا أم الكتاب.
- السبع المثاني: لأن عدد آياتها سبعًا، وقيل أيضًا إن فيها سبعة آداب في كل آية أدب.
- الأساس: فهي أصل القرآن وأول سورة فيه.
- الكافية: إذ تكفي الصلاة بها.
- الحمد: لأنها تبدأ بأحد أساليب الثناء وهي الحمد لله.
- الشافية.
و
كذا الكنز، النور،الرقية و الصلاة، ..
سبب نزول الفاتحة:
اسباب نزول الفاتحة أما
هو سبب نزولها ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديا ينادي يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال
له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك فلما برز سمع النداء
فقال: لبيك قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم قل الحمد
لله رب العالمين الرحمن الرحيم حتى فرغ من فاتحة الكتاب.
وسورة الفاتحة تشتمل على العديد من المواضيع الهامة ومنها:
وسورة الفاتحة تشتمل على العديد من المواضيع الهامة ومنها:
- أصول الدين وفروعه.
- العبادة والعقيدة والتشريع.
- الإيمان بأسماء وصفات الله الحسنى.
- الاعتقاد باليوم الآخر.
- توحيد الخالق وحده لا شريك له.
- الاستعانة بالله بالعبادات والدعاء.
- التوجه إلى الله بطلب الهداية إلى الحق والصراط المستقيم.
- التثبيت على الايمان بالقلب واتباع الصالحين.
- الابتعاد عن المغضوب عليهم والضالين.
- معرفة معارج السعداء ومنزلة الأشقياء.
- أخذ العبر من قصص الأمم السابقين.
- العبادة بأمر الله تعالى ونهيه.
بعض الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة
فاتحة الكتاب تبرئ
الأسقام ، والآلام ، وتعجِّل العافية في حينها.
وقد ورد في ذلك عن عبد الملك بن عُمير مُرْسَـلاً فيما رواه البيهقى:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
}فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُل دَاءٍ{ قال المناوي
}أى شفاءاً من : داء الجهل ، والمعاصي ، والأمراض الظاهرة ، والباطنة ،وأنها كذلك لمن تدبَّــر ، وتفكَّـــر ، وجــــرَّب ، وقــــوى يقينه{
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
}فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنَ السَّم} (رواه بن منصور والبيهقي )
وأخرج الخلعي عن جابر رضي الله عنه :
}فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُل شئ إلا السَّام{ (الموت)
والرقية بالفاتحة ثابتة بما فعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنه عن أَبِي سَعِيد الخدرى رضي الله عنه قال:
}بَعَثنَا رَسُولُ الله في سَرِيَّةٍ ، فَنَزَلنَا بِقَوْمٍ فَسَأَلنَاهُمْ القِرَى فلم يَقْرُونَا ، فَلُدِغَ سَيِّدُهُم فَأَتَوْنَافقالُوا: هَلْ فِيكُم مَنْ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ؟ قُلْتُ : نَعَم أَنَا ، وَلَكِنْ لاَ أَرْقِيِه حتى تُعْطُونَا غَنَماً ،قالُوا: فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ شَاةً ؛ فَقَبِلْنَا ، فَقَرَأْتُ عَلَيِه الْحَمْدَ لله سَبْعَ مَرَّاتٍ ،
فَبَرأَ وقَبَضْنَا الغَنَم
قَالَ: فَعَرَضَ في أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ ، فَقُلْنَا لاَ تَعْجَلُوا حتى تَأْتُوا رَسُولَ الله ،
قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ ، ذَكَرْتُ لَهُ الذي صَنَعْتُ ، قالَ:
وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقَيْةٌ؟ اقْبِضُوا الغَنَمَ وَاضْرِبُوا لي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ{
} كل داء له دواء ، وأنا أحسنت المداواة بالفاتحة ، فوجدت لها تأثيراً عجيباً في الشفاء ،
وذلك أني مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء لا أجد لها طبيباً ولا مداوياً ، فقلت :
يا نفسي دعيني دعيني أعالج نفسي بالفاتحة ؛ ففعلت ؛
فرأيت لها تأثيراً عجيباً ، وكنت أصف ذلك لمن اشتكى ألماً شديداً ،
فكان كثيراً منهم يبرأون سريعاً ببركة الفاتحة.
ثم قال :وقد يتخلف الشفاء لضعف همَّة الفاعل، أو لعدم قبول المحل أن يتداوى بكتابة الفاتحة ،أو أن يتداوى بقراءة الفاتحة، فكذلك يتخلَّف الشفاء لضعف همِّة القارئ أو لتغيير القارئ في المخرج والصفات، أو لعدم قبول المحل، وإلاَّ فالآياتُ والأدعيةُ في نفسها نافعة شافية{
وقد ورد في ذلك عن عبد الملك بن عُمير مُرْسَـلاً فيما رواه البيهقى:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
}فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُل دَاءٍ{ قال المناوي
}أى شفاءاً من : داء الجهل ، والمعاصي ، والأمراض الظاهرة ، والباطنة ،وأنها كذلك لمن تدبَّــر ، وتفكَّـــر ، وجــــرَّب ، وقــــوى يقينه{
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
}فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنَ السَّم} (رواه بن منصور والبيهقي )
وأخرج الخلعي عن جابر رضي الله عنه :
}فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُل شئ إلا السَّام{ (الموت)
والرقية بالفاتحة ثابتة بما فعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنه عن أَبِي سَعِيد الخدرى رضي الله عنه قال:
}بَعَثنَا رَسُولُ الله في سَرِيَّةٍ ، فَنَزَلنَا بِقَوْمٍ فَسَأَلنَاهُمْ القِرَى فلم يَقْرُونَا ، فَلُدِغَ سَيِّدُهُم فَأَتَوْنَافقالُوا: هَلْ فِيكُم مَنْ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ؟ قُلْتُ : نَعَم أَنَا ، وَلَكِنْ لاَ أَرْقِيِه حتى تُعْطُونَا غَنَماً ،قالُوا: فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ شَاةً ؛ فَقَبِلْنَا ، فَقَرَأْتُ عَلَيِه الْحَمْدَ لله سَبْعَ مَرَّاتٍ ،
فَبَرأَ وقَبَضْنَا الغَنَم
قَالَ: فَعَرَضَ في أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ ، فَقُلْنَا لاَ تَعْجَلُوا حتى تَأْتُوا رَسُولَ الله ،
قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ ، ذَكَرْتُ لَهُ الذي صَنَعْتُ ، قالَ:
وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقَيْةٌ؟ اقْبِضُوا الغَنَمَ وَاضْرِبُوا لي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ{
قصة ابن القيم
قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد في هدى خير العباد)} كل داء له دواء ، وأنا أحسنت المداواة بالفاتحة ، فوجدت لها تأثيراً عجيباً في الشفاء ،
وذلك أني مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء لا أجد لها طبيباً ولا مداوياً ، فقلت :
يا نفسي دعيني دعيني أعالج نفسي بالفاتحة ؛ ففعلت ؛
فرأيت لها تأثيراً عجيباً ، وكنت أصف ذلك لمن اشتكى ألماً شديداً ،
فكان كثيراً منهم يبرأون سريعاً ببركة الفاتحة.
ثم قال :وقد يتخلف الشفاء لضعف همَّة الفاعل، أو لعدم قبول المحل أن يتداوى بكتابة الفاتحة ،أو أن يتداوى بقراءة الفاتحة، فكذلك يتخلَّف الشفاء لضعف همِّة القارئ أو لتغيير القارئ في المخرج والصفات، أو لعدم قبول المحل، وإلاَّ فالآياتُ والأدعيةُ في نفسها نافعة شافية{
بعض فضائل سورة الفاتحة
- أنها ركن من أركان الصلاة ، لا تصح الصلاة إلا بها ؛ فروى البخاري (756) ومسلم (394) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) .
قال النووي :
"فِيهِ وُجُوب
قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَة لَا يُجْزِي غَيْرهَا إِلَّا
لِعَاجِزٍ عَنْهَا , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَجُمْهُور
الْعُلَمَاء مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ" انتهى .
-
أنها أفضل سورة في القرآن ؛ فروى الترمذي
(2875) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : أَتُحِبُّ أَنْ
أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا
فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ
تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ : فَقَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ . فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا
أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا
فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا) صححه الألباني في صحيح الترمذي .
- أنها السبع المثاني التي قال الله فيها : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ
سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) الحجر/87 ، وروى البخاري
(4474) عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ قَالَ له : (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي
الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ) ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا
أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ
أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ ؟ قَالَ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي
أُوتِيتُهُ) .
قال الحافظ :
" اخْتُلِفَ فِي
تَسْمِيَتهَا " مَثَانِي " فَقِيلَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى كُلّ رَكْعَة
أَيْ تُعَاد , وَقِيلَ لِأَنَّهَا يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَقِيلَ
لِأَنَّهَا اُسْتُثْنِيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمْ تَنْزِل عَلَى مَنْ قَبْلهَا ,
" انتهى .
- أنها جمعت بين التوسل
إلى الله تعالى بالحمد والثناء على الله تعالى وتمجيده ، والتوسل إليه بعبوديته
وتوحيده ، ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلتين ،
فالداعي به حقيق بالإجابة .
انظر : "مدارج السالكين" (1/24) .
- أنها ـ مع قصرها ـ
تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء
والصفات .
انظر : "مدارج السالكين" (1/24-27) .
- أنها تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان .
قال ابن القيم رحمه الله :
"فأما اشتمالها على
شفاء القلوب : فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها
على أصلين : فساد العلم ، وفساد القصد ، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال
والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما
ملاك أمراض القلوب جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ،
ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل
صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه .
والتحقيق بـ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) علماً ومعرفة وعملاً
وحالاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد .
وأما تضمنها لشفاء
الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة ، وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة .
فأما ما دلت عليه
السنة : ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب ... " فذكر حديث الرقية
بالفاتحة " ثم قال :
"فقد تضمن هذا الحديث
حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه
ما لم يبلغه الدواء .
هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ،
أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلاً ؟ انتهى .
"مدارج السالكين"
(1/52-55) .
ثم قال :
"كان يعرض لي آلام
مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني ، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة
الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط ، جربت ذلك مراراً عديدة ، وكنت
آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة
ما لم أعهد مثله في الدواء" انتهى .
"مدارج السالكين"
(1/ 58) .
- أنها تشتمل على الرد على جميع المبطلين من أهل
الملل والنحل ، والرد على أهل البدع والضلال من هذه الأمة .
وهذا يعلم بطريقين : مجمل ومفصل :
وبيان ذلك : أن
الصراط المستقيم متضمن معرفة الحق وإيثاره وتقديمه على غيره ومحبته والانقياد له
والدعوة إليه وجهاد أعدائه بحسب الإمكان .
والحق هو ما كان عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وما جاء به علماً وعملاً في باب صفات الرب
سبحانه وأسمائه وتوحيده وأمره ونهيه ووعده ووعيده ، وفي حقائق الإيمان التي هي
منازل السائرين إلى الله تعالى ، وكل ذلك مسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
دون آراء الرجال وأوضاعهم وأفكارهم واصطلاحاتهم .
"مدارج السالكين"
(1/58) .
- أن سورة الفاتحة قد
تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة.
"مدارج السالكين"
(1/74) .
- أنها متضمنة لأنفع الدعاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو
سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين)"
انتهى .
"مدارج السالكين"
(1/78) .
وبالجملة : فسورة الفاتحة مفتاح كل خير وسعادة في الدارين .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فاتحة الكتاب وأم
القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى
والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها
حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله
كانت كذلك .
ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ لوقته ، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما أدراك أنها رقية) .
ومن ساعده التوفيق وأُعِين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه
السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ،
وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية ، وكمال التوكل
والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله
، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين ، وعلم ارتباط معانيها
بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما ، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة
بها موقوفة على التحقق بها ؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من
الخير أبوابه ، ودفع بها من الشر أسبابه " انتهى .
"زاد المعاد"
(4/318) .
دمتم سالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق