جاري تحميل ... فسحة امل

كن مـــع الله و لا تبـــالي

فسحـــة امـــل 


كن مع الله و لا تبالي 

          الرئيسية

           الفهــرس

       إتصل بنا






       من نحن

أرشيف المدونة الإلكترونية

آخر المقالات

إعلان في أعلي التدوينة

الدعـاء مفهومه و آدابه


دعاء


بسملة


 تقديم:

   
الحمد لله رب العالمين و اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير، و اشهد أن سيدنا و قرة أعيننا و شفيعنا محمد رسول الله  صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد:

قال تعالى في محكم تنزيله: ﴿ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ (سورة غافر: 60). الدعاء عبادة يمارسها الإنسان في جميع حالاته، لأنه يترجم عمق الصلة بين العبد وبارئه، ويعكس حالة الافتقار المتأصلة في ذات الإنسان إلى الله سبحانه، والإحساس العميق بالحاجة إليه والرغبة فبما عنده. فالدعاء مفتاح الحاجات ووسيلة الرغبات، وهو الباب الذي خوله تعالى لعباده كي يلجوا إلى ذخائر رحمته وخزائن مغفرته، وهو الشفاء من الداء، والسلاح في مواجهة الأعداء، ومن أقوى الأسباب التي يستدفع بها البلاء ويرد القضاء. ولذلك فإننا نجد الدعاء من أبرز القيم الرفيعة عند الأنبياء والأوصياء والصالحين، ومن أهم السنن المأثورة عنهم. ولقد اهتم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته المعصومون (عليهم السلام) بالدعاء اهتماما خاصا، وحفلت كتب الدعاء الكثيرة المروية عنهم (عليهم السلام) بتراث فذ من أدعيتهم، يعد صفحة مشرقة من صفحات التراث الإسلامي، فهو من حيث الفصاحة والبلاغة آية من آيات الأدب الرفيع، ومن حيث المضمون وسيلة لنشر تعاليم القرآن وآداب الإسلام وتلقين أصول العقيدة وتهذيب النفوس وصفائها وتنمية نزعاتها الخيرة لتصل إلى درجات الطاعة والفضيلة.

مفهوم الدعاء:

اولا: لغة: 


هو أن تميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك. تقول: دعوت فلانا أدعوه دعاء، أي ناديته وطلبت إقباله، وأصله دعاو، إلا أن الواو لما جاءت بعد الألف همزت. وللدعاء في الكتاب الكريم وجوه عدة، كلها تدور حول المعنى اللغوي المتقدم، نذكر منها:
 1 - النداء، يقال: دعوت فلانا، أي ناديته وصحت به، قال تعالى: ﴿فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم﴾ (سورة آل عمران: 61) أي، ننادي... وقد يستعمل كل واحد من النداء والدعاء موضع الآخر، قال تعالى: ﴿كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء﴾ ( سورة البقرة: 171).
2 - الطلب، يقال: دعاه، أي طلبه، قال تعالى: ﴿وإن تدع مثقلة إلى حملها﴾ ( سورة فاطر: 18)، أي تطلب أن يحمل عنها.
 3 - القول، قال تعالى: ﴿فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا...﴾ ( سورة الأعراف: 5)، أي قولهم إذ جاءهم العذاب.
 4 - العبادة، قال تعالى: ﴿لن ندعو من دونه إلها﴾ ( سورة الكهف: 14)، أي نعبد.
 5 - الاستعانة، قال تعالى: ﴿وادعوا شهداءكم من دون الله﴾ ( سورة البقرة: 23)، أي استعينوا واستغيثوا بهم.
 6 - الحث على الشيء، قال تعالى: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا﴾ ( سورة نوح: 5)، أي حثثتهم على عبادة الله سبحانه.
 7 - النسبة، قال تعالى: ﴿ادعوهم لآبائهم هو أقسط﴾ ( سورة الأحزاب: 5)، أي انسبوهم واعزوهم.
 8 - السؤال، قال تعالى: ﴿قال ادع لنا ربك﴾ ( سورة البقرة: 69) أي سله.

ثانيا: اصطلاحا: 

طلب الأدنى من الأعلى: على جهة الخضوع والاستكانة. ودعاء العبد ربه جل جلاله: طلب العناية منه، واستمداده إياه المعونة. ويقال: دعوت الله أدعوه دعاء: ابتهلت إليه بالسؤال، ورغبت فيما عنده من الخير. قال تعالى: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ (سورة غافر: 60). ويقول العلامة المجلسي: الأدعية المأثورة على نوعين:
 1 - الأوراد والأذكار الموظفة المقررة في كل يوم وليلة المشتملة على تجديد العقائد وطلب المقاصد والأرزاق ودفع كيد الأعداء ونحو ذلك، وينبغي للمرء أن يجتهد في حضور القلب والتوجه والتضرع عند قرائتها، لكن يلزم أن لا يتركها إن لم يتيسر ذلك.
 2 - المناجاة، وهي الأدعية المشتملة على صنوف الكلام في التوبة والاستغاثة والاعتذار وإظهار الحب والتذلل والانكسار، وظني أنه لا ينبغي أن تقرأ إلا مع البكاء والتضرع والخشوع التام، وينبغي أن تترصد الأوقات لها.

و يمكن القول بأن الدعاء :
هو  لون من ألوان العبادة القولية، ومظهر من مظاهر العبودية والخضوع لله سبحانه وتعالى، والرغبة إلى الله عز وجل في قضاء الحوائج، وتخل عن الحول والطول والقوة وتفويض والتجاء إلى العظيم القادر بدفع الضر وجلب النفع. لذا جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لب العبادة فقال:
" الدعاء مخ العبادة[1]"  (رواه الترمذي عن أنس بن مالك (3371) وقال حديث حسن غريب، 5/ 456).
 وفي رواية
" إن الدعاء هو العبادة [2]" ( رواه أحمد في المسند عن النعمان بن بشير، 4/ 267، والترمذي (3372)، وقال حسن صحيح).



الدعاء عبادة 


في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾، أبلغ دلالة على أن الدعاء لا يكون ولا يصرف إلا لله عز وجل.

الدعاء يجتمع فيه أنواع العبادات مالا يجتمع في غيره

  1. توجه القلب إلى المدعو وقصده بكليته
  2. رجاء إجابته للدعاء والرغبة إليه رغبة صادقة مع قطع الرجاء والأمل عن غيره
  3. الخوف من عدم إجابته والرهبة والخشية منه 
  4. التوكل والاعتماد عليه في قضاء الحاجات
  5. تعظيم المدعو بأنواع التعظيم من التضرع والتذلل والخضوع والتملق والانطراح بين يديه
  6. ذكر المدعو باللسان واللهج باسمه في السر والعلن وندائه والاستغاثة به والهتاف باسمه
  7. محبة المدعو فإن النفس مولعة بمحبة من يحسن إليها
  8. التواضع وإظهار الفقر والحاجة والانكسار بين يدي الله تعالى و التذلل له و التبري من الحول و القوة إلا به
  9. البكاء ورفع اليدين إلى السماء
  10. الإخلاص يقوى في الدعاء بالذات.

و السلام عليكم  رحمة الله  بركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (يونس 107 )